مشاهد لا يريدك الفيسبوك أن تراها !

 مشاهد لا يريدك الفيسبوك أن تراها !
آخر ساعة
الأربعاء 18 أكتوبر 2023 - 13:29

على عكس ما يبدو ظاهريا، فإن الحرية "المطلقة" التي بشرت بها مواقع التواصل الاجتماعي اتضح أنها حرية مفصلة على مقاس جهات بعينها.

فمثلا، يمكنك أن تكتب ما شئت عن سياسة بلدك، وأن تنتقد ما شئت ومن شئت، كما يمكنك حتى أن تتطاول على الذات الإلهية دون أن يحدث لك أي حظر أو تضييق.

لكن، بمجرد ما تبدأ تعاطفك مع الضحايا المدنيين من الفلسطينيين، سواء في الحرب الأخيرة أو غيرها، فإن موقعي فيسبوك وإنستغرام خصوصا تغير خوارزمياتها لخدمة إسرائيل بشكل كامل.

اكتشف الجميع في هذه الحرب أنه حتى هذه المواقع تحجر على الآراء والصور، وأنها ليست حرة كما تدعي، ولا توفر أدنى قدر من الحرية، إلا إن اتفقت مع هواها، أو ما يتبناه أصحابها ومالكوها.

فجأة، أصبحت أعلام فلسطين ممنوعة، أو في الحد الأدنى، لا تصل إلى العدد المطلوب من الأصدقاء. أما لو قررت إبداء موقف ورأي واضح ومعادٍ لإسرائيل فإن منشورك سيعتبر "عنيفا"، ويتم حظره.. وربما يتم إيقاف حسابك بالكامل.

رقابة شديدة فرضتها مواقع التواصل الاجتماعي التي يفترض أنها وجدت لتوسيع هامش الحرية، والتي يؤمن روادها أنهم فعلا قادرون على كتابة ما يشاؤون بها.

لكن الحقيقة المؤلمة أظهرتها هذه الحرب، وأكدت أنه لا مكان أبداً لحرية حقيقية، فكل الحريات مشروطة بمصالح، ومصالح مالكي هذه المنصات ليست أبدا في تأييد الفلسطينيين.

أثبت فيسبوك وصديقه إنستغرام أن لديه مواقف، بل مواقف سياسية، وأنه يميل إلى جانب دون آخر، وأنه لا يريدك أن ترى الكثير من المشاهد، وأنه، بالتالي، "لا يريك إلى ما يرى وما يهديك إلا سبيل الرشاد" !